موضوعها ظهور الصحافة الناطقة بهذه اللغة في المغرب.. المعهد العالي للإعلام والاتصال يناقش أطروحة ماستر بالإنجليزية لأول مرة
شهد المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، ولأول مرة، مناقشة أطروحة بحث لنيل دبلوم الماستر باللغة الإنجليزية، وذلك يوم السبت الماضي، من طرف الطالبة الباحثة هبة البوشتاوي التي اختارت لأطروحتها عنوان "ظهور وسائل الإعلام الرقمية المغربية الناطقة بالإنجليزية: ضرورة أم ترف".
وفي تصريح لـ"الصحيفة" قالت البوشتاوي إن الأمر ابتدأ عندما كانت تدرس في المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط، الذي حصلت منه على الإجازة في شعبة الإخراج، حيث قدمت طلبا لمناقشة بحث التخرج باللغة الإنجليزية، وهو ما تمت الموافقة عليه، لتعيد الكرة مع أطروحة الماستر بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، وهو الأمر الذي لقي ترحابا من طرف الأساتذة المؤطرين، بعدما جرى التمهيد له من خلال العمل الميداني خلال سنوات التكوين، على غرار تغطية المعرض الدولي للكتاب.
وأوردت الطالبة الباحثة أن الفكرة قوبلت باستحسان من طرف الأساتذة، خصوصا بالنظر لأن الموضوع مرتبط بعمل وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية في المغرب، بالإضافة إلى أن الأساتذة المعنيين يتقنون هذه اللغة، مبرزة أن الخطوة تكتسي أهمية أكبر لكون الأمر يتعلق بسابقة في المعهد العالي للإعلام والاتصال، المؤسسة العمومية الوحيدة التي تدرس الصحافة بالمغرب، والتي كانت تناقش عادة رسائل وبحوث الطلبة بالعربية والفرنسية.
وتحدثت البوشتاوي عن أن هذه الخطوة تفتح الباب لتطوير العمل الصحفي الناطق باللغة الإنجليزية بالمغرب، من خلال توفير تراكم للبحوث التي تتم صياغتها بهذه اللغة، مبرزة أن البحث العِلمي الإعلامي تحديدا قد يعرف تحولا إجابيا على هذا المستوى مستقبلا، خصوصا وأن الأطروحة تناقش مدى حاجة الساحة الإعلامية المغربية لوسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية.
وشددت المتحدثة على أن الفضاء مفتوح لهذا النوع من المواد الإعلامية، كما أن هناك حاجة لها، لكن قبل ذلك يتطلب الأمر تشجيع التجارب الموجودة على الساحة الآن، وقبل المرور إلى إنشاء تجارب جديدة، أشارت إلى ضرورة التركيز على تطوير الكفاءات العاملة باللغة الإنجليزية انطلاقا من مناقشة أطروحاتهم الأكاديمية بهذه اللغة، والقطع تدريجيا مع عائق اللغة، بحيث يتم دعم الإنجليزية لتصل إلى مستوى انتشار الفرنسية، وهو ما يخدم صورة المغرب داخليا خارجيا.
ويتطرق هذا البحث بالتحليل والدراسة لظاهرة سرعة ظهور الوسائط الإعلامية الناطقة بالإنجليزية في المغرب وما إذا كان وجودها يعتبر ترفاً أو ضرورة، وتهدف أيضا لعرض المحطات التي اعتُبر فيها هذا الظهور ضرورة من خلال دراسة تاريخ وتطور وخصائص مختلف نماذج هذه الوسائل الإعلامية، كما يتوخى استكشاف الصلة الوثيقة بين المغاربة وهذه المنابر، مع تحليل مختلف وجهات النظر والعوامل التي تجتذب الجمهور المغربي لها، واعتمد البحث على ظاهرة دمقرطة تكنولوجيات المعلومات والاتصال والتأثير المتزايد للغة الإنجليزية عبر أشكال وسائط الإعلام المتاحة للجميع مثل أشرطة الفيديو على منصة "تيك توك".
وتأتي هذه الدراسة كتتويج لما يقارب سنتين من التدريب النظري والعملي ضمن برنامج ماستر "إنتاج المحتويات السمعية البصرية والرقمية" بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، فبعد جمع المعطيات الضرورية بالاعتماد على منهجيات متباينة، أظهرت النتائج أن المغرب في حاجة ماسة إلى المزيد من الوسائط الإعلامية الناطقة بالإنجليزية، لاسيما الرقمية منها، خاصة أن النماذج السابقة أبانت عن نجاح كبير.
ومن خلال استكشاف الارتفاع المطرد لعدد الوسائل الإعلامية الناطقة بالإنجليزية، يسهم البحث في تحسين فهم هذا التطور الإعلامي وأهميته في المغرب، ويقدم معطيات وأفكاراً للمهتمين والعاملين في الساحة الإعلامية وواضعي السياسات وكذا الباحثين، علما أن الدراسة اهتمت أيضا بتسليط الضوء على التصاعد الملحوظ للذكاء الاصطناعي واستخداماته في الصحافة والسينما، مع التركيز على رأي المهنيين المغاربة فيه، وذلك اعتبارا لراهنية الموضوع وتقاطعه مع الموضوع الأساسي للبحث.
وتشكلت لجنة المناقشة من مجموعة من الخبراء والمختصين في المجال، ويتعلق الأمر ببنعيسى عسلون، رئيسا، والذي يشغل بالمناسبة منصب المدير العام للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وطارق سلمان العلمي، الأستاذ بكلية علوم التربية، والأستاذين بالمعهد العالي للإعلام والاتصال مريم آيت بالحسين، وعبد الصمد مطيع.